1522
ورد أول ذكر لما يُدعى مياه بوكوفا المعدنية في المصادر التاريخية القديمة، لكن الناس -كما يبدو- عرفوا مياه الينبوع المعدنية واستخدموها قبل ذلك بقرون عديدة
ورد أول ذكر لما يُدعى مياه بوكوفا المعدنية في المصادر التاريخية القديمة، لكن الناس -كما يبدو- عرفوا مياه الينبوع المعدنية واستخدموها قبل ذلك بقرون عديدة
حضر إلى كارلوفي فاري تاجر ليمون إيطالياً يُدعى أوتافيو ماتوني، وسكن في المدينة ثم تزوج بعد ذلك وأسس تجارته الخاصة.
وجد الخبراء أن مياه بوكوفا المعدنية مناسبة للتصدير، لذلك صدَّروها بداية إلى الخارج في زجاجات فخارية. وبدأ عمل المنتجعات الصحية على نطاق متواضع في قرية كيسلكا المجاورة.
شهدت الإمبراطورية النمساوية المجرية تأسيس الفروع الثلاثة الأولى لبيع مياه بوكوفا المعدنية. وأصبح بإمكان العديد من المواطنين والشخصيات المرموقة في فيينا وبراغ وكارلوفي فاري الاستمتاع بالمياه المعدنية التي تباع بالقرب منازلهم.
في أواخر القرن الثامن عشر، تم تصدير نحو 240000 زجاجة من المياه المعدنية سنوياً إلى فيينا وبودابست بوصفهما اثنين من المراكز الرئيسية للنظام الملكي في ذلك الوقت.
اتخذ وليام فون نويبرغ المالك الجديد لكيسلكا الخطوات الأولى لإنشاء منتجع صحي محلي وبناء مطعم وشرفة مطلة على الينابيع والعديد من مراكز التسوق.
استضافت كيسلكا في زيارة نادرة ملك اليونان أوتو الأول حيث تم إرسال أول 450 زجاجة من المياه المعدنية إلى أثينا بناءً على طلبه، ومنذ ذلك الحين حمل الينبوع الرئيسي هذا الاسم الملكي- ينبوع أوتو
شهد المنتجع الصحي كسيلكا تسجيل دخول ما يصل في مجموعه إلى 38 زائراً للمنتجع بغرض العلاج و 7324 من الزوار الآخرين.
قام سادة نيوبرغ بتأجير مشروع تصدير المياه المعدنية من كيسلكا للسيد هاينريش كاسبار ماتوني ذي الأصول الإيطالية والذي كان يقيم في مدينة كارلوفي فاري.
أصبح هاينريش ماتوني بفضل جودة المياه المعدنية من كيسلكا المورد الرئيسي لهذه المياه إلى القصر الإمبرطوري والعرش الملكي في فيينا وبذلك يكون قد بدأ عصر الشهرة والمجد لمياه كسيلكا.
تأسست شركة ماتوني للمياه المعدنية وقد حققت نجاحاً كبيراً لتصبح واحدة من أشهر أنواع المياه المعدنية في العالم. أَلْهَم هذا النجاح الباهر السيد ماتوني شراء منطقة الينابيع المعدنية بأكملها من السيد تشـارنين وبناء منتجع صحي وبنية تحتية محلية.
طرحت شركة ماتوني القارورة الزجاجية مع الملصق الورقي عليها وكان أول ابتكارات الشركة. ويرمز النسر الأحمر على الملصق إلى شعار النبالة الخاص بعائلة ماتوني. وكانت الزجاجات التي يتم تصديرها لما وراء البحار محمية بشبكة أسلاك.
بعد ما يقرُب من خمسة عشر عاماً من الرعاية لكيسلكا وروح المبادرة التجارية لهاينريش ماتوني أصبح ينبوع أوتو من أشهر الينابيع العلاجية في العالم.
استحق هاينريش ماتوني بفضل جهوده وعنايته بصحة الإمبراطور وسمعة النظام الملكي في العالم شهرة وسمعة طيبة في العالم وحصل على اللقب النبيل المتوارث "السيد الحر فون ماتوني".
تم ربط بلدية كيسلكا مع أول خط سكة حديدية مع أقرب ناحية وهي ناحية قرية فويكوفيتشي وكان ذلك حجر الأساس للازدهار الكبير الذي شهده العلاج بالمياه المعدنية المحلية.
شهد المنتجع الصحي كيسلكا تسجيل دخول ما يصل في مجموعه إلى 682 زائراً من المرضى الراغبين في الخضوع للعلاج وأكثر من 36000 من الزوار الآخرين العاشقين لجودة الينابيع المائية.
وها قد بدأ قرن جديد. تتصل كيسلكا بشبكة السكة الحديدية الأوروبية التي حملت إليها جَمْعاً من الزوار من المواطنين والوافدين إلى المنتجع الصحي. وفي معرض باريس الدولي حصلت شركة المياه المعدنية على الجائزة الكبرى.
مع ازدهار المنتجع الصحي في كيسلكا، تدفق في عام 1902 عدد من الزوار الأجانب وذلك بغرض العلاج وكان من بينهم 11 روسياً، وبريطاني، وسويدي، وصربي، و15 أمريكياً.
تطلَّب تطوير الأعمال التجارية في كيسلكا تحولاً في الشركة وفقاً للطرق الحديثة السائدة في مطلع القرن العشرين لذا تأسست شركة هاينريش ماتوني (شركة مساهمة).
في 14 أيار من ذلك العام توفي هاينريش ماتوني الذي أثبت خلال حياته القدرة على زيادة صادرات المياه المعدنية من 240000 إلى 10 ملايين زجاجة سنوياً وجعل منها واحدة من أفضل العلامات التجارية في العالم المعاصر.
بعد وفاة ماتوني بفترة وجيزة انتهى العصر الذهبي للعلاج في المنتجعات الصحية، وتسبب كل من الحرب العظمى، والكساد الاقتصادي، والحرب العالمية الثانية في عدم عودة المنتجعات مطلقاً إلى سابق عهدها من حيث القوة.
وحتى مع نهاية الحرب العالمية الثانية لم تنهِ معاناة منتجع كيسلكا فقد تم تأميم شركة توزيع المياه المعدنية بعد الحرب وانتقلت ملكيتها إلى شركة ينابيع الغرب التشيكي.
اكتُشف في الكنيسة المحلية الصغيرة التي تُدعى القديسة آنا حاوية معدنية مع وثائق يعود تاريخها إلى عام 1884، وتضمنت رسالة إلى الأجيال القادمة؛ قوائم بأسماء ضيوف المنتجع الصحي، والعملات المعدنية المستخدمة في تلك الحقبة، ومواد مطبوعة عن كيسلكا آنذاك.
هنالك على الأقل قضية إيجابية صغيرة - فقد تحول المنتجع السابق إلى مؤسسة لعلاج الأطفال من شمال غرب بوهيميا من المشاكل الصحية الناجمة من بيئتهم المحلية.
أضيء بعد الثورة أمل جديد، تحولت غرب التشيك للمياه المعدنية ببنائها الجديد إلى شركة كارلوفي فاري للمياه المعدنية، ومع ذلك انتهى العلاج بالمياه المعدنية في كيسلكا.
تخضع الشركة لعملية الخصخصة، وتنتقل ملكيتها إلى عائلة باسكوالي الإيطالية صاحبة الأعمال. وبذلك تعود الشركة الى التقاليد التشيكية والإيطالية المشتركة. وتُحَدِّث العائلة مصنع التعبئة بشكل ملحوظ.
تصبح ماتوني المياهَ الرسميةَ لماراثون براغ الدولي حيث يتعلق الأمر هنا بواحدة من الشراكات الأولى التي تجعل ماتوني تساهم أكثر في دعم الحياة الصحية لجمهورية التشيك.
أُعيدت مسابقة العندليب التشيكي إلى سابق عهدها، ومنذ عام 1999 ارتبطت أسماء كبار المغنيين والمغنيات التشيكيين ارتباطاً وثيقاً بالعلامة التجارية الخاصة بالشريك الرئيسي الجديد لهذه المسابقة ألا وهو ماتوني.
العام الأول من مسابقة مزيج مشروبات الكوكتيل غير الكحولية من ماتوني والتي تحمل اسم ماتوني غراند درينك، مع مرور الوقت تصبح هذه المسابقة البطولة العالمية الرسمية في هذا التخصص.
أطلقت ماتوني في الأسواق مجموعة جديدة من المياه المعدنية الفوارة ذات النكهات. وكانت النكهات الأولى من ماتوني نكهتي الليمون والبرتقال. واليوم تقدم ماتوني مجموعة كبيرة من النكهات.
الجذور الإيطالية، والتركيز على التجربة المكتسبة يقفان وراء إنتاج القناني الزجاجية الجديدة للمياه المعدنية ماتوني، التي صممها إستوديو بينينفارينا الإيطالي (وهو مبتكر تصميمات سيارات فيراري من بين العديد من التصميمات الأخرى).
بدأت ماتوني في دعم برنامج "عودة النسر الجبلي إلى الجمهورية التشيكية ". والنسر هو الرمز التقليدي للعلامة التجارية منذ عهد هاينريش ماتوني كما أنه رمز جهود حماية البيئة في نفس الوقت.
تحتفل علامة ماتوني التجارية بمررو 140 عاماً على شراء هاينريش ماتوني منطقة كيسلكا مع ينبوعها المشهور باسم ينبوع أوتوـ ولذا تحتفل بمرور 140 عاماً على ولادتها.